| النخالة: لا سبیل لفرض وقائع جدیدة علی الأرض بدون المقاومة.. ومخاطر کبیرة ستترتب علی الانتخابات

| النخالة: لا سبيل لفرض وقائع جديدة على الأرض بدون المقاومة.. ومخاطر كبيرة ستترتب على الانتخابات
تابناک
تابناک - ۲ اسفند ۱۳۹۹



وشدد القائد النخالة علی أن الجهاد رفضت المشارکة فی الانتخابات الفلسطینیة المرتقبة، لیس فقط لأن مرجعیتها اتفاق أوسلو، ولکن بسبب المخاطر التی ستترتب علیها، موضحا أنه لا سبیل لفرض وقائع جدیدة علی الأرض بدون المقاومة.

جاء ذلک فی لقاء خاص مع النخالة عبر برنامج المدار الذی بثته قناة فلسطین الیوم، یوم الجمعة.

وأضاف النخالة: البیئة فی المنطقة المتجهة إلی التطبیع ومسایرة واشنطن دفعت بالفلسطینیین إلی عقد لقاء القاهرة" موضحا أن اللقاء کان نتیجة حوارات طویلة جرت بین حرکتی فتح وحماس وجزء منها شارکت فیها الفصائل الفلسطینیة وجاء تحت الضغط والإلحاح.

وبیّن الأمین العام للجهاد أن القاهرة معنیة بأن تظهر الصورة بهذا الشکل وأن تکون حاضرة کما العادة فی الملف الفلسطینی، مشیرا إلی أن الدول العربیة التی لها علاقة مع کل الأطراف کانت معنیة بأن یکون هناک مشهد فلسطینی موحد لعله یکون أساسا تجاه لقاءات سیاسیة أخری أو عودة للمفاوضات علی الساحة الفلسطینیة.

وتابع قائلاً ان "لقاء القاهرة صدر بالعموم وتجاوز کل الخلافات السابقة التی أُجلت إلی ما بعد الانتخابات، والراعی المصری أراد للاتفاق أن یخرج بهذا الشکل، وهذا یعتبر إنجازا للقاهرة وهو أیضا محاولة لتدویر الزوایا بالرغم من وجود خلافات کبیرة وتصورات متناقضة".

وأشار إلی أن لقاء القاهرة نتج عن العجز أمام وضع حلول للمشاکل الفلسطینیة، محذرا مما سماه الذهاب للحرب بعد الانتخابات".

وأردف النخالة: ذهبنا إلی میدان المصارعة وهو الانتخابات، ومن یکسب یفرض الشروط، وهذا ینطوی علی مخاطر کبیرة". لافتا إلی أن السلطة التی تحضّر للمفاوضات هی تحت السیطرة الإسرائیلیة، وأن الإسرائیلی مقتنع بأن السلطة لن تستطیع اتخاذ قرارات بدون الأخذ بعین الاعتبار الاتفاقات مع الاحتلال.

وشدد علی أن حرکة الجهاد الإسلامی معنیة بأن لا تغیب عن أی لقاء فلسطینی ولا یجوز استثناؤها، مضیفا: مسؤولیتنا أن لا نغیب عن أی طاولة حوار تقرر بالشأن الفلسطینی".

وأوضح: ذهبنا للقاهرة بعقل وقلب منفتحین علی الحوار بدون أی قرارات مسبقة، وعندما وجدنا مراوحة للوضع الفلسطینی عادت الحرکة إلی ثوابتها بالالتزام بعدم الاعتراف بإسرائیل وباتفاق أوسلو".

وأضاف الامین العام: ما لم تنسحب السلطة من اتفاق أوسلو لن نکون فی أی جزء من هذه السلطة لأنها تعبیر غیر واقعی عن طموحات الشعب الفلسطینی".

واستدرک النخالة حدیثه قائلاً: درسنا جدیا أن نکون جزء من الترکیبة السیاسیة بعد اجتماع الأمناء العامین وإعلان أبو مازن بوقف التنسیق الأمنی ورفض صفقة القرن، ولیس غریبا موقفنا فی لقاء القاهرة، لأن أی انتخابات مقبلة ستکون ضمن اتفاق أوسلو وأی حکومة مقبلة ستجلس مع العدو مرة أخری".

وأوضح أن الذین حضروا للحوار من الضفة الغربیة جاءوا بتصاریح إسرائیلیة، وأن الذین یتحرکون بین غزة والضفة یتحرکون تحت السیطرة الإسرائیلیة.

وجدد التأکید بأن حرکة الجهاد لن تعرقل ولن تکون ضد حالة الإجماع الفلسطینی.

ورد النخالة علی من یَرَوْن أن حرکة الجهاد الإسلامی لا تتعاطی السیاسة بالقول: موقفنا هو فی قلب السیاسة ویستند لفهم وقراءة سیاسیة واضحة".

واستطرد بالقول: ذاهبون لمناقشة ملف المجلس الوطنی انطلاقا من أساسه وقواعده خاصة أننا نعتبره مصدر القوانین والتشریعات لکل المؤسسات الفلسطینیة".

من جهة أخری، شدد الأمین العام علی أن إیقاف المقاومة فی أی حال من الأحوال هو تنازل عن حق شرعی وطبیعی للشعب الفلسطینی، مبینا أن العدو والمعادلة الإقلیمیة یدفعان بالفلسطینیین إلی حالة الاستسلام والتسلیم بأن إسرائیل أصبحت أمرا واقعا.

وفی موضوع التطبیع العربی مع الاحتلال الإسرائیلی، قال النخالة: حملة التطبیع الأخیرة التی انفلت فیها النظام العربی تجاه إسرائیل تؤکد نشأة تصورات جدیدة بأن لا وجود لدولة فلسطینیة".

ولفت إلی أن الواقع یقول إن موازین القوی لیست لصالح الشعب الفلسطینی، مستدرکا: لکن هذا لن یغیر الحق الفلسطینی التاریخی ولن یغیر واجباتنا تجاه المقاومة".

وأشار القائد النخالة إلی أن منطق الأصدقاء یقول:نحن معکم ولکن الظروف لا تساعدکم لذا لا خیارات أمامکم إلا التوافق.

وقال متسائلا: نحن لا نسعی للمفاوضات.. علی ماذا نفاوض؟ علی فلسطین أم علی طبیعة حیاتنا تحت الاحتلال؟". موضحا أن "إسرائیل" لا تعترف بالشعب الفلسطینی ولا بحقه فی فلسطین، وأن هذا یؤکده ما یجری الآن فی الضفة الغربیة من مصادرة للأراضی واستیطان وحصار للشعب الفلسطینی بکانتونات ووسط المستوطنات وسیطرة علیه أمنیا بأکثر من ۶۰۰ حاجز.

وتساءل: أنا لا أعرف کیف یمکن أن تدار الانتخابات فی الضفة بهذا الکم من الحواجز الإسرائیلیة وبهذا التقسیم المجاور للمستوطنات".

واعتبر مشکلة السجل الانتخابی فی الضفة الغربیة "رأس جبل الجلید الذی سینشأ لاحقا حتی نصل للانتخابات" معربا عن اعتقاده بأن کل الاحتمالات مفتوحة بهذا الصدد.

وأردف بالقول: هناک تحدی أن یصل مشروع التوافق علی الانتخابات للمرحلة الانتخابیة بشکل سلیم وواضح ومن دون خلافات وعقبات..وهناک تحدیات جدیة وحقیقیة بعد لقاء القاهرة رغم جو التفاؤل".

وتوقّع الأمین العام النخالة عدم الوصول إلی ما سماه "أجواء "السمن والعسل"، حتی لو نجحت الانتخابات.

وقال: للأسف أوصلوا الشعب الفلسطینی إلی التأمل بأن تخرجه الانتخابات من الضائقة سواء الاقتصادیة أو الاجتماعیة أو السیاسیة، طالما العدو فی المشهد یسیطر علی کل شیء یجب أن لا تکون الآمال کبیرة والتوقعات مرتفعة".

وفی ذات سیاق الانتخابات، أضاف النخالة: نحن ذاهبون للمجهول ولا أحد یعلم ماذا سیحدث فی الیوم التالی للانتخابات..نحن فضّلنا عدم المشارکة فی الانتخابات لیس فقط انطلاقا من وجود اتفاق أوسلو بل أیضا بسبب المخاطر التی سوف تترتب علی هذه الانتخابات أو النتائج التی ستحملها".

ودعا النخالة الفصائل الفلسطینیة بأن تکون واضحة فی برامجها الانتخابیة وتوضح للشعب الفلسطینی أین ستأخذه بعد الانتخابات.

وفی إطار حدیثه الذی بدأ به عن لقاء الفصائل فی مصر، أکد أن بیان القاهرة کان توافقیا، مشیرا إلی وجود مسائل کثیرة مختلف علیها ولم تناقش فی اللقاء.

ووصف النخالة لقاء القاهرة بأنه "مؤتمر إخراج لاتفاق حماس وفتح الذی تم سابقا وإعطائه الشکل الرسمی". موضحا أن نقطة الاتفاق الوحیدة کانت التوافق علی صندوق الانتخابات.

وأوضح أن صیاغة البیان الختامی للقاء القاهرة استغرقت أکثر من ۵ ساعات فی حین یستطیع أی فصیل فلسطینی صیاغته فی ۵ دقائق!!.

وتابع النخالة قائلاً: الجمیع یتحدث عن التزامه بنتائج الصندوق، لکن ماذا سیترتب علی نتائج الصندوق وماذا سیکون موقف العدو منها؟ إذا أردت أن تکون مسؤولا یجب أن تخاطب الناس بواقع الحال..یجب أن یذهب الجمیع إلی صندوق الانتخابات علی بینة والکل یختار ما یرید".

وجدد ثقته بأن الشعب الفلسطینی یستطیع أن یحدد خیاراته وإرادته بأن لا تنازل عن حقه فی فلسطین.

وأکد أن لا مفاوضات ولا أی سبیل لفرض وقائع جدیدة علی الأرض بدون المقاومة وبدون التضحیة، وأن موازین القوی فی النهایة تحدد نتیجة الصراع.

وأضاف النخالة بالقول: طریق الاستسلام لیس سهلا ولیس أقل صعوبة من المقاومة، ففیه سندفع ثمنا غالیا بالتنازل عن فلسطین وبالتنازل عن الضفة الغربیة".

وأشار إلی أن الاحتلال ذهب إلی تفاهمات غزة وقدم بعض التنازلات، لأنه شعر بتهدید علی المستوطنین المحاذین للقطاع، مؤکدا أن حماس والجهاد منفتحتان فی النقاش وشریکتان فی المقاومة بدون حدود ومواقفهما الاستراتیجیة ثابتة.

ولفت الی أن سلطة حماس ووجودها فی غزة سمح للمقاومة أن تنمو، لکن إدارة هذا الملف تحتاج إلی قوة أکثر عمقا، مشددا علی ضرورة مشاغلة العدو فی وقت مراکمة القوة.

وقال: المقاومة مستمرة، وکل المهام التی یقوم بها أبناء الجهاد والشعب الفلسطینی فی مواجهة الاحتلال والتصدی له هی جزء من العمل المقاوم" مؤکدا أن مشروع المقاومة یحظی بتأیید شعبی وجماهیری واسع وکبیر إن کان داخل فلسطین أو فی الشتات أو من شعوب الأمة کلها.

وبیّن أن من ینجح فی الانتخابات أو یفشل سیواجه مشکلة، موضحا أن الحل هو الاتفاق علی برنامج سیاسی واضح لتشخیص وتوصیف "إسرائیل"، والخروج من حالة الضبابیة التی تلف الفلسطینیین وتمنعهم من وضع وصف لإسرائیل.

ودعا إلی وضع تفاهمات قبل الذهاب للانتخابات "حتی لا نختلف مرة أخری ولا ندفع ثمن الانقسام مرتین".

وکشف الأمین العام للجهاد أن الحرکة حتی اللحظة لم تقرر ولم توجه أعضاءها لترجیح کفة علی أخری فیما یتعلق بالانتخابات.

وأعرب النخالة عن قناعته بأن الفلسطینیین سیکونون فی لحظة ما مضطرین لحالة الاشتباک مع العدو، مبینا أنه یتم تقییم هذا الأمر باستمرار.

وأکد أن الانتخابات الفلسطینیة محسوب لها دولیا وإقلیمیا أن تنتج حکومة تذهب لطاولة المفاوضات أیا کان الناجح فیها، والذی لا یقبل ستُفرض علیه عقوبات.

وقال القائد النخالة: نحن فی هذه المرحلة أکثر وضوحا من أی وقت مضی وهناک فرز واضح لمعسکرات الأعداء والأصدقاء والوسط" مؤکدا أن خط المقاومة فی فلسطین والمنطقة أصبح لدیه وضوح أکثر وتحدید للمهمات الواقعة علی مسؤولیته.

وشدد علی أن الأمة العربیة والإسلامیة بدون فلسطین ستبقی بلا قلب وبلا روح، وأن خط المقاومة فی فلسطین والمنطقة یتسع ویکبر ویؤدی واجباته.

ووجه القائد النخالة التحیة للأخوین الأسیرین المضربین عن الطعام بلال وبسام ذیاب ولکل الشعب الفلسطینی المدافع عن حقه.

.

منابع خبر

اخبار مرتبط